لماذا فكرتم الآن بالذات بإنتاج فيلم عن الانتفاضة الأولى وبعد حوالي 30 عامًا من انطلاقها؟
أثناء انتاج فيلمنا السابق "بدرس" والذي يتحدث عن المقاومة الشعبية في قرية بدرس في بدايات سنوات الـ2000، وأثناء مقابلتنا العديد من قادة المقاومة الشعبية في العديد من المدن، والقرى، والمخيمات كنا نسمع منهم أنهم تعلموا من الانتفاضة الأولى العديد من الدروس، وأنهم أيضا كانوا قادة ميدانيين في الانتفاضة الأولى، ودائما ما يذكرون دروساً عديدة تعلموها من تجربة الانتفاضة الأولى، مما حفزنا أن نذهب ونحاول البحث عن معلومات عن الانتفاضة الأولى، لأنه كان واضحاً كم كانت تلك الحقبة تكوينية وملهمة لحركات المقاومة المدنية الفلسطينية الأخرى بما فيها تلك التي لا تزال مستمرة حتى اليوم.
هل واجهتم أي عقبات من أي نوع في مرحلة انتاج الفيلم؟
واجهتنا بعض الصعوبات والتحديات أثناء مراحل الانتاج ومنها العثور على مقاطع مصورة وصور من تلك الفترة ترتبط بالأشخاص الذين كانوا ناشطين إبان الانتفاضة الأولى، وكذلك العثور على قصة من شأنها أن تساعد في وضع تلك الحقبة في سياق منطقي. كان من أهم التحديات الوصول إلى العدد الكبير من الشخصيات لسماع قصصهم، خاصة وأننا في كل مرة نصل الى شخصية معينه يتم ذكرها كانت تخبرنا عن شخصية اخرى كان لها بصماتها ونشاطها، مما يضطرنا للبحث عنها لمقابلتها وسماع قصتها. كما أن عددًا لا بأس به ممن سمعنا عن نشاطهم كانوا قد توفوا قبل أن نصل اليهم ونسمع قصصهم، كما واجهنا صعوبات في إقناع بعض نشطاء الانتفاضة الأولى بأن يشاركونا ماضيهم لشعورهم بالاحباط والاستياء وقناعتهم أنه وخلال سنوات طويله لم يطرق بابهم أي شخص ليسألهم عن تاريخ الانتفاضة الأولى، فلماذا الآن عليهم أن يشاركونا قصصهم؟
من بين التحديات الكبيرة الأخرى كان الحصول على الأرشيف سواء صور فوتوغرافيه لأحداث وأنشطه مختلفه تختص بالشخص نفسه، أو صور تخص تلك المرحلة السابقه، أو فيديوهات لأنشطه مختلفه في تلك الفترة لأن العديد من النشطاء كانوا قد أخفوها لدواع أمنية وخوفا من الاعتقال والملاحقة من قبل الاحتلال الاسرائيلي. وأخيرا حالفنا الحظ كثيرا وحظينا بمساندة من نساء ورجال شاركونا تجاربهم وحياتهم الخاصة ، مما أتاح لنا امكانية انتاج هذا الفيلم.
كيف اخترتم شخصيات الفيلم وهل كان لانتمائهم السياسي دور في الاختيار؟
بعد اجراء العديد من المقابلات مع عدد من الشخصيات وسماع قصصهم وسماع الظروف الصعبة التي مروا بها تم اختيار الشخصية التي تجسد معاناة المرأة الفلسطينية بشكل عام والتي تجمع قصص معاناة عديدة من الاعتقال للابعاد والاجهاض والتشرد. مع الاحترام الشديد لقصتها الشخصية الصعبة، فنحن استمعنا للعديد من القصص المؤثره والحساسة لكن إمكانياتنا في توثيق حكاياتهم وقدراتهم على سرد تلك الحكايات كانت محدودة. وكصناع أفلام نحن أمام خيار صعب يكمن في تحديد طريقة لبناء الرواية بحيث تكون غنية بالمعلومات ومؤثرة في مشاعر الجمهور. لذا قررنا أن حكاية نائلة تضمنت تفاصيل مهمة جدًا عن الانتفاضة الأولى، ونحن محظوظون بموافقتها على أن تطلعنا على حياتها وحكايتها. لأن إنتاج الأفلام عملية طويلة وتحتاج إلى الكثير من الوقت، وإلى ذاكرة قوية واهتمام بالتفاصيل، فقد كان ذلك التزامًا كبيرًا.
أما بالنسبة للسؤال حول الانتماء السياسي للشخصيات، فنحن مؤسسة غير حزبية ولا تعطي الأفضلية لحزب على الأخر ولكن كان من المهم لنا أن نعطي المجال لممثلات عن الأحزاب السياسية جميعها والتي كانت مشاركة بالانتفاضة الحق بمشاركتنا أنشطتهم وقصصهم.
كيف حصلتم على التمويل ومن الممول لهذا النوع من الأفلام؟
هناك العديد من المؤسسات التي آمنت بعملنا وتابعت مسيرتنا وأعجبت بعملنا واقتنعت برسالتنا وقررت أن تموّل أفلامنا وانتاجاتهم، ومنها مؤسسات دولية كبيرة تعمل على مستوى العالم ومنها مؤسسات عائلية، وهناك أيضا أفراد حول العالم دعمونا ويدعمونا باستمرار.
هل هناك فئات معينه أردتم استهدافها؟ وهل نجحتم في مهمتكم؟
حاولنا في هذا الفيلم أن نستهدف الجيل الشاب من رجال ونساء،فبالنسبة لمن ستشاهد الفيلم من النساء، سعينا لتقديم أمثله حية عن قياديات ناضلن وساهمن في رسم وتوثيق التاريخ الفلسطيني والانتفاضة الفلسطينية، وهذه النماذج نأمل أن يتم البناء عليها وعلى قصصها والتعرف عليهاوالاستفاده من خبراتها.
أما بالنسبة للرجال الذين سيشاهدون فيلمنا، فمن المهم لهم أيضاً أن يشاهدوا وأن يقروا بالدور الذي لعبته المرأة الفلسطينية مما سيدفعهم إلى مواصلة دعم القياديات الشابات في أيامنا هذه. وأعتقد أننا نجحنا في ذلك حيث لاحظنا من خلال العروض التي قمنا بها بأن الشابات والشبانكانوا تواقين لمعرفة المزيد عن هذه القصص وكذلك التعرف على بطلاتها وسماع قصصهن والمشاكل والتحديات التي واجهتهن.
ما هي لغات الفيلم ومدته؟ وهل هناك فرق بين نسخة الفيلم باللغة العربية والنسخ الأخرى؟
إن فيلم نائلة والانتفاضة متوفر بعدة لغات هي العربية، والانجليزية، والعبرية، والايطالية، والبولندية، والبرتغالية (لغة البرازيل)، والتركية، والاسبانية، والفرنسية.
النسخة الأصلية للفيلم مدتها 76 دقيقة والنسخة المصغرة التلفزيونية مدتها 59 دقيقة.
أما بالنسبة لوجود فروق بين النسخ، فإن النسخة العربية تحتوي على نصوص توضيحية بسيطة داخل الفيلم لتوضيح بعض النقاطالمهمة للمجتمع الفلسطيني حول ما كان يدور في الكواليس عن بعض الاجتماعات واللقاءات المتعلقة بقادة وممثلي الأحزاب السياسية والقوى الوطنية الممثلة في القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة.
لقد سمعنا أنكم عرضتم الفيلم في العديد من المهرجانات وتنقلتم بين العديد من دول العالم، كيف كان استقبال العالم للفيلم وهل كانت النتيجة ضمن توقعاتكم وان لم تكن كذلك، فلماذا؟
عُرض الفيلم في العديد من المهرجانات حول العالم وكانت ردود الفعل ايجابية للغاية وأعرب الحضور عن سعادتهم لحضور الفيلم وأشادوا به،وهذا بالتأكيد أسعدنا جميعا.وقد استطاع الفيلم وكما ذكرنا سابقا أن يصل للعديد من د ول العالم وهناك الكثيرمن الأفراد والمؤسسات التي شاهدت الفيلم ورشحوه لأصدقائهم وجامعاتهم ومجتمعاتهم وبذلك وصلنا لأعداد كبيرة من الجمهور بسبب الأراء الايجابية وردود الفعل الجيده حول الفيلم وقصته.
كان العرض الافتتاحي لفيلم "نائلة والانتفاضة" في تشرين الثاني 2017 ضمن مهرجان مدينة نيويورك للأفلام الوثائقية، تبعه العرض الافتتاحي الدولي ضمن مهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية "إدفا"، تلاه العرض الافتتاحي في منطقة الشرق الأوسط ضمن مهرجان دبي السينمائي الدولي . جاء العرض الافتتاحي لفيلم "نائلة والانتفاضة" في المنطقة الفلسطينية المحتلة في كانون الأول 2017 ، بالتزامن مع الذكرى السنوية ال 30 لاندلاع الانتفاضة وفي اسرائيل فكان العرض الافتتاحي في تشرين الأول 2018 تزامناً مع بث الفيلم عبرالانترنت على الموقع الإخباري "مكالمة محلية" باللغة العبرية الذي تأسس وبدأ البث بالشراكة بين "جست فيجن" ومؤسسة 972 لتطوير صحافة المواطن. عرضنا الافتتاحي الأول في قطاع غزة شهده أكثر من 300 فلسطيني في مدينة غزة، تلته عروض في الجامعات، والمراكز الثقافية، والمنظمات غير الحكومية بُغية إيصاله إلى الشباب، والنساء، والطلاب، وأساتذة الجامعات والمدارس، والنشطاء في جميع أرجاء قطاع غزة من رفح جنوبًا إلى بيت حانون شمالاً. حتى هذه اللحظة جرى عرض فيلم "نائلة والانتفاضة" قرابة 200 مرة في أكثرمن 75 مدينة وقرية في أنحاء متفرقة من العالم، وشاهده ما يزيدعن 25000 شخص.
وتنقل الفيلم ما بين دول العالم وقاراتها المختلفة، فعرض في هولندا وايرلندا والبرتغال وبريطانيا، وتجول ما بين النمسا وسويسرا وتركيا، ومن دبي الى قطرفالاردن وبيروت والقاهره، وفي العديد من ولايات أمريكا وكندا والعشرات من دول العالم، ولا نننسى العروض في كل من القدس، وبيت لحم، والخليل، وأريحا ،وقلقيلية ،وطولكرم، وجنين ،ونابلس ،ورام الله، وغزة، وخانيونس،وحيفا،ويافا،والكثيرالكثيرمن مدن وقرى ومخيمات فلسطين. وللحصول على قائمة شاملة بكافة العروض السابقة والقادمة، يرجى زيارة: .www.justvision.org/event
كم استمرت عملية البحث والمقابلات وانتاج الفيلم وهل واجهتكم أية مصاعب أوتحديات،ما هي ان وجدت وكيف تغلبتم عليها؟
لقد استغرق انتاج الفيلم حوالي خمس سنوات كان منها حوالي 18 شهرا من البحث وتقصي الحقائق وجمع المعلومات والوثائق، ومن ثم بدأت عملية الانتاج وإجراء المقابلات مع الأشخاص الذين تم جمع بياناتهم أثناء عملية البحث. ومن المؤكد أن عملية انتاج فيلم يتحدث عن مرحلة تاريخية سابقة أي قبل حوالي 25 عاما لم يكن بالقضية السهله، حيث أن بعض من وردت اسماؤهم أثناء عملية البحث قد أبعدوا عن البلاد وهناك من توفي وأخرون رفضوا الحديث.
وهناك من شعر أنه لا يريد أن يعود لتلك الفترة لأنها كانت قاسية ومتعبة لهم للغاية، وهناك العديد من التحديات التي ظهرت خلال عملية انتاج الفيلم مما أخر انتاجه قليلا. ولايماننا بأهمية هذه الفترة وبالتحديد بعد أن جمعنا العديد من المؤشرات الهامة والقصص المثيرة فقد قررنا الاستمرار في عملية الانتاج وتفوقنا على التحديات وأكملنا البحث وإجراء المقابلات ووفقنا في مقابلة بعض الأشخاص الذين أبدوا استعداداً أخيرا لأن يتحدثوا عن قصصهم وعن بعض ما مميز تلك المرحلة.
استُخدمت الرسوم المتحركة في الفيلم لتوضيح بعض النصوص، لم لجأتم إلى استخدام الرسوم المتحركة، وهل كانت الفكرة ناجحة؟
لجأنا إلى استخدام الرسوم المتحركة لعدة أسباب من أهمها عدم توفر صور ومواد أرشيفية يمكن استخدامها في الفيلم، وكانت هناك كذلك بعض اللقطات الصعبة والمؤثره والتي يصعب توثيقها بالصور العادية، فاستخدمنا الصور المتحركة.
ارتأينا كذلك أن نستخدم نمطاً يلائم الطبيعة الدولية للانتفاضة الأولى ليتسنى للمشاهدين المختلفين أن يجدوا في الفيلم ما يعبر عنهم. كما أن هذه الطريقة الجديدة نوعا ما أضافت للفيلم وجاءت بصورة جميله ونالت اعجاب الناس بشكل عام.
هل نال الفيلم جوائز عالمية، وما هي أهمية هذه الجوائز لكم؟
حصد الفيلم العديد من الجوائز العالمية في العديد من المهرجانات حول العالم وهذا بالتأكيد مهم جدا للمؤسسة وللشركاء لأنه يساعد في إبراز هذه القصة المهمة ولفت الأنظار إليها.